عراقجي: لا نصغي إلى إملاءات أمريكا

|
۲۰۲۵/۱۲/۰۸
|
۱۳:۰۲:۰۱
| رمز الخبر: ۱۰۹۸
عراقجي: لا نصغي إلى إملاءات أمريكا
قال سيد عباس عراقجي، وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في مقابلة مع وكالة «كيودو» اليابانية، رداً على سؤال حول ما إذا كانت المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة ستُستأنف: «نحن غير مقتنعين حالياً بأنهم مستعدون لمفاوضات جادة وحقيقية؛ هم يريدون الإملاء، وأنا لست ممن يصغون إلى إملاءات الآخرين».

وأفادت وكالة برنا للأنباء، أن أبرز ما ورد في هذا الحوار على النحو التالي: خلال حرب الأيام الاثني عشر، تعرضت منشآتنا النووية للقصف والتدمير وأصيبت بأضرار جسيمة. وهذا يُعدّ بوضوح انتهاكاً كبيراً للقانون الدولي، وربما أكبر انتهاك له، لأن منشأة نووية سلمية خاضعة لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد تم قصفها. وقد أدى ذلك إلى خلق مخاطر وتحديات خطيرة: خطر الإشعاعات، ووجود ذخائر غير منفجرة داخل المنشآت، وكما تعلمون فإن التهديدات لا تزال مستمرة. ونحن نواجه حالياً تهديدات أمنية ومخاوف تتعلق بالسلامة.

هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها قصف منشأة نووية سلمية خاضعة للإشراف. لذلك لا يمكننا استئناف عمليات التفتيش ما لم نتفق على آلية تفتيش المنشآت التي تعرضت للقصف. لقد دخلنا في مفاوضات مع الوكالة من أجل التوصل إلى هذا الاتفاق، وتم التوصل إلى إطار للتعاون في القاهرة لحل هذه المسألة.

لقد أخبرتُ الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة أنه إذا اتجهتم نحو تفعيل آلية «سناب باك»، فإن إطار التعاون بين إيران والوكالة، أي اتفاق القاهرة، لن يعدّ سارياً وسيتوجب علينا مراجعته. وللأسف، هذا ما حدث بالفعل. ونحن الآن على تواصل مع السيد غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، من أجل استئناف هذا التعاون.

أما بشأن احتمال التعاون مع اليابان، فإن اليابان لديها تجربة القنابل النووية وتداعياتها على السلامة البيئية وصحة السكان، كما لديها تجربة محطة فوكوشيما التي دمرها تسونامي. وكنتُ حينها سفيراً في طوكيو وزرت تلك المنطقة. لذلك لا أشك أبداً في أن لدى اليابان معرفة جيدة في مجال تحسين أمن المنشآت النووية، ويمكن مشاركة هذه المعرفة مع إيران.

الأمريكيون غير مستعدين لمفاوضات متكافئة ومفيدة على أساس المساواة والاحترام المتبادل. وبمجرد أن نقتنع بأنهم مستعدون لمثل هذه المفاوضات، يمكننا استئنافها. الفرق كبير بين التفاوض وبين الإملاء. نحن حالياً غير مقتنعين بأنهم مستعدون لمفاوضات جادة وحقيقية؛ هم يريدون الإملاء، وأنا لست ممن يصغون إلى إملاءات الآخرين.

جوهر الخلاف يتمثل في أن تعترف الولايات المتحدة بحق إيران في الاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية، بما في ذلك التخصيب. هذا حقّنا، وكان ولا يزال حقاً لنا وفقاً للقانون الدولي. نحن عضو ملتزم في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، ولنا مثل اليابان حق الاستخدام السلمي للطاقة النووية. اليابان أيضاً عضو ملتزم في هذه المعاهدة وتتمتع بحقها. نحن نطالب فقط بحقنا ونريد أن نمارسه تحت إشراف كامل من الوكالة.

سياستنا الأساسية هي التزام دائم بأن إيران لن تسعى أبداً إلى امتلاك سلاح نووي. الولايات المتحدة والأوروبيون وغيرهم هم من يجب عليهم أن يطمئنونا إلى أننا نستطيع ممارسة حقنا في الاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية من دون أن نتعرض للقصف والهجوم. نحن الذين تعرضنا للهجوم ولم نرتكب أي خطأ. منشآتنا كانت خاضعة لإشراف الوكالة ولم يكن هناك أي انحراف نحو السلاح النووي. لذلك فإن مسؤولية بناء الثقة هذه المرة تقع على عاتقهم هم، لا علينا نحن.

رأيك