بزشكيان: إيران لم ولن تسعى لصناعة قنبلة نووية..إسرائيل تهديد لكل العالم

|
۲۰۲۵/۰۹/۲۴
|
۱۷:۵۲:۴۴
| رمز الخبر: ۵۹۴
أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ان العدوان الإسرائيلي الأمريكي على ايران كان خيانة للدبلوماسية بينما كانت ايران تفاوض وتسير في طريق الدبلوماسية كما يعد اعتداء على السلام والأمن.

العدوان الإسرائيلي الأمريكي على ايران خيانة للدبلوماسية واعتداء على السلام والأمن

وأفادت وكالة برنا للأنباء، قال مسعود بزشكيان، رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: بعد نحو عامين من الإبادة الجماعية والتجويع الجماعي واستمرار نظام الفصل العنصري في الأراضي المحتلة، أصبح عدوان الكيان الصهيوني تهديداً للعديد من دول المنطقة. وتُظهر المخططات العلنية لهذا الكيان، والتي أقرّها حتى رئيس وزرائه، أنّ لا أحد في العالم في مأمن من نواياه العدوانية.

وأضاف: إنّ الصهاينة فرضوا وجودهم بالقوة وسمّوه "السلام عبر القوة"، لكن هذا لا هو سلام ولا قوة، بل هو بلطجة وعدوان. في المقابل، نحن نريد إيران قوية إلى جانب جيران أقوياء ومنطقة آمنة وقوية بمستقبل مشرق.

وشدّد رئيس الجمهورية على رؤيته الإقليمية القائمة على الأمن الجماعي والكرامة الإنسانية والتنمية المستدامة والتعاون العلمي والدفاعي، قائلاً: إنّ إيران من أبرز الداعمين لإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، في وقت تزيد فيه الدول المالكة لأكبر الترسانات النووية قدراتها التدميرية، منتهكة معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT).

كما وصف بزشكيان محاولات الولايات المتحدة لإعادة قرارات مجلس الأمن الملغاة ضد إيران بأنها غير قانونية، تفتقر إلى الشرعية، وتتنافى مع حسن النية، مضيفاً أنّ هذه المساعي لتدمير الاتفاق النووي (برجام) قوبلت بمعارضة العديد من أعضاء مجلس الأمن والمجتمع الدولي.

وأكد قائلاً: إنّ إيران لم تسعَ يوماً ولن تسعى إلى بناء السلاح النووي؛ فهذا ليس مجرد موقف سياسي بل هو عقيدة دينية وفتوى من قائد الثورة الإسلامية.

وأشار الرئيس إلى أنّه بينما مَن يعكّر صفو الاستقرار في المنطقة هو الكيان الإسرائيلي، تُفرض على إيران ضغوط وعقوبات جائرة.

وبيّن أنّ مستقبل المنطقة والعالم يجب أن يُبنى على التعاون والثقة والتنمية المشتركة، مؤكداً أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم عملية السلام بين جمهوريتي أذربيجان وأرمينيا، وتأمل في أن تفضي الجهود لإنهاء حرب أوكرانيا إلى اتفاق عادل ومستدام بين روسيا وأوكرانيا.

وفي إشارة إلى التطورات الإقليمية الأخيرة، قال بزشكيان: إنّ إيران ترحّب بالمعاهدة الدفاعية بين المملكة العربية السعودية وباكستان، باعتبارها بداية لإنشاء نظام أمني شامل للمنطقة بالتعاون بين دول غرب آسيا المسلمة في المجالات السياسية والأمنية والدفاعية.

كما أدان الرئيس العدوان الإجرامي للكيان الصهيوني على قطر، والذي أدّى إلى استشهاد عدد من الفلسطينيين والقطريين، معلناً تضامن إيران ودعمها لحكومة وشعب قطر.

وتوجّه رئيس الجمهورية إلى الحضور في الجمعية العامة قائلاً: إنّ الاحترام المتبادل والتقارب الإقليمي والتعددي لا يتحقق إلا بالاستناد إلى القانون الدولي. فلنتمرّن على الاستماع لبعضنا البعض بدلاً من رفع الأصوات، ولنُعد التفكير جدياً في مواجهة الاستقطابات الخطيرة والعنف السياسي. إنّ ما يعانيه العالم اليوم، بل والمجتمعات الداخلية أيضاً، من توتر واضطراب، يستدعي العودة إلى المبادئ الإنسانية المشتركة.

وتابع: بدلاً من التفسيرات المغرضة للمفاهيم والروايات، فلنطبّق القاعدة الذهبية: "ما لا نرضاه لأنفسنا لا نرضاه للآخرين". يجب إعادة بناء مصداقية المؤسسات والآليات الدولية، وأن نلتزم جميعاً بالسعي إلى إنشاء نظام منطقي للأمن والتعاون في غرب آسيا.

وشدّد بزشكيان على أنّ إيران لم تستمد قوتها لا من أسلحة الدمار الشامل، ولا من الإبادة الجماعية وتجويع الأطفال، ولا من إمبراطوريات تاريخية، بل من ثقافة التعاطف والإنسانية ورسائل العظماء مثل مولوي وحافظ وسعدي. وكما أنشد سعدي قبل ٨٠٠ عام: «بنی آدم اعضای یکدیگرند...»، فإنّ المجرمين الذين يستعرضون قوتهم بقتل الأطفال لا يستحقون اسم الإنسان، ولن يكونوا شركاء موثوقين بأي حال.

وأكد أنّ إيران، استناداً إلى تقاليدها العريقة في الصداقة، شريك دائم وموثوق لجميع الدول الساعية للسلام؛ شراكة لا تقوم على المصالح العارضة، بل على العزة والثقة والمستقبل المشترك. إنّ الشعب الإيراني، بصموده أمام المتمردين الخارجين عن القانون، وبتجاوزه المشرّف للظلم والتمييز والمعايير المزدوجة، حوّل إنجازه التاريخي اليوم إلى منصة لمستقبل واعد.

وختم رئيس الجمهورية خطابه قائلاً: فلنحوّل التهديدات إلى فرص. إنّ إيران مستعدة لتكون شريكاً موثوقاً في بناء مستقبل مشرق إلى جانب شعوب العالم الساعية للسلام. شكراً لكم.

*انتهى*

رأيك