تكريم حُماة النظام والأمن؛ جنودٌ بسطاء في خدمة الشعب

يوم قوى الأمن الداخلي الإيراني؛ رمز للانضباط والاقتدار والطمأنينة في إيران الإسلامية

|
۲۰۲۵/۱۰/۰۵
|
۱۱:۳۶:۴۴
| رمز الخبر: ۷۱۰
يوم قوى الأمن الداخلي الإيراني؛ رمز للانضباط والاقتدار والطمأنينة في إيران الإسلامية
يُعدّ الثالث عشر من شهر مهر (٥ أكتوبر) من كل عام يوماً لتكريم قوى الأمن الداخلي للجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ فرصة لتقدير تضحيات الرجال والنساء الذين يسهرون ليل نهار من أجل حفظ النظام والأمن والسكينة في المجتمع. هذا اليوم تجسيدٌ لاحترام الأمة لأناسٍ يقفون في جميع الميادين، من حماية الحدود إلى السيطرة على المدن، يخدمون شعبهم دون انقطاع. وقد استطاعت هذه القوى، بمزيجٍ من النظام والإيمان والمسؤولية، أن تلعب دوراً أساسياً في استقرار المجتمع وأن تكون ضماناً لراحة المواطنين واقتدار الوطن.

وكالة برنا للأنباء، الأمن هو أساس الحياة الجماعية وركيزة التنمية المستدامة. فلا يمكن لأيّ مجتمع أن ينعم بالراحة والتقدّم والازدهار من دون الأمن. وتُعدّ قوى الأمن الداخلي للجمهورية الإسلامية الإيرانية العمود الفقري للأمن الداخلي، والحارس الأمين للنظام العام. إنّ تسمية الثالث عشر من مهر(٥ أكتوبر) يوماً لقوى الأمن الداخلي هي تعبيرٌ عن الامتنان لدور هذه القوة في صون السكينة الوطنية وتقديراً لتضحيات رجالها. وفي هذا اليوم تُقام مراسم التكريم في جميع أنحاء البلاد: العروض العسكرية، المعارض الثقافية، اللقاءات الشعبية؛ وكلّها مظاهر تقديرٍ لجهود أولئك الذين يعملون بصمتٍ وتفانٍ على مدار الساعة. كما أنّ عائلاتهم يشكّلن جزءاً من هذا العطاء، فهنّ السند النفسي والعاطفي لهؤلاء الجنود الذين يضحّون بطمأنينتهم من أجل راحة المجتمع.

الشرطة؛ وجه القانون برؤية إنسانية واجتماعية

في الرؤية الإيرانية ـ الإسلامية، القانون بلا أخلاقٍ جسدٌ بلا روح، وتطبيق القانون لا يكتسب قيمته إلا إذا اقترن بالرحمة والعدالة. ومن هذا المنطلق، تُعدّ قوى الأمن الداخلي الجهة المنفّذة للقانون بروحٍ إنسانية؛ شرطة تتحدّث إلى الناس بالقلب كما بالقانون، وتوازن بين الواجب والضمير.

في السنوات الأخيرة، تبنّت القيادة العامة لقوى الأمن الداخلي نهج «الشرطة المجتمعية» كاستراتيجية محورية. هذه المقاربة تجعل مهمة الشرطة لا تقتصر على مكافحة الجريمة فحسب، بل تمتدّ إلى المشاركة في التوعية العامة، وتعزيز ثقافة احترام القانون، والوقاية الاجتماعية من الانحرافات. من إنشاء مكاتب الاستشارة ومخافر إلكترونية، إلى التعاون مع المدارس والجامعات؛ جميعها تسعى إلى ترسيخ علاقة الثقة بين الشرطة والمجتمع.

هذا التحوّل جعل من الشرطة مؤسسة مرشدة وشريكة، لا جهة زاجرة فحسب. والغاية القصوى هي بناء مجتمعٍ يسوده القانون بوعيٍ شعبي، حيث يقف المواطن والشرطي جنباً إلى جنبٍ لصون الأمن، لا في مواجهته.

النظام والأمن؛ ركيزة التنمية والتقدّم الوطني

الأمن هو قاعدة النمو الاقتصادي والثقافي والاجتماعي لأيّ أمة. فالتجارب أثبتت أنّه من دون إحساسٍ بالأمان لا يمكن تحقيق الرفاه ولا الاستثمار ولا الإبداع. وتؤدّي قوى الأمن الداخلي في إيران دوراً محورياً في هذا المجال، من الأمن الحضري والمروري إلى حماية الحدود ومكافحة التهريب والجريمة المنظّمة.

وقد شهدت هذه المؤسسة في السنوات الأخيرة قفزة نوعية عبر استخدام التقنيات الحديثة مثل الأنظمة الذكية المرورية والمراقبة بالكاميرات وقواعد البيانات الإلكترونية، مما رفع من كفاءتها وسرعة استجابتها. هذه النقلة التكنولوجية تمثّل تحوّلاً نحو «الشرطة الذكية» القادرة على مواجهة التحدّيات الجديدة كجرائم الفضاء الإلكتروني.

وفي أوقات الكوارث الطبيعية كالزلازل والفيضانات، تكون عناصر الشرطة من أوائل الحاضرين في الميدان. لا يقتصر دورهم على فرض النظام، بل يتعدّاه إلى مساعدة المواطنين وبثّ الطمأنينة في نفوسهم. هذا الحضور الإنساني يُظهر وجهاً رحيماً لشرطةٍ هي في الوقت ذاته خادمة ومخلصة لشعبها.

الشرطة والثقافة الاجتماعية؛ من الانضباط إلى التوعية

الشرطة ليست مجرّد منفّذ للقانون؛ إنها أيضاً معلّمة للانضباط والسلوك المدني. من خلال برامج مثل «الشرطي الصغير»، «شرطي المدرسة»، والمبادرات الثقافية في الجامعات والمساجد، تسعى قوى الأمن الداخلي إلى غرس ثقافة احترام القانون منذ الطفولة.

هذه البرامج لا تقلّل من المخالفات فحسب، بل تعزّز روح التعاون والمسؤولية في الجيل الجديد. اليوم، تؤمن الشرطة أكثر من أي وقتٍ مضى بدور التثقيف؛ من إقامة المهرجانات الثقافية إلى التعاون مع الفنانين والإعلاميين، كلّها جهودٌ لتقريب الشرطة من الناس.

كما تضطلع الشرطة بدورٍ في ترسيخ الأخلاق الاجتماعية؛ فتعاملها المهذّب، وتعليمها للحقوق المدنية، وتواصلها المحترم مع المواطنين، جميعها تشكّل جزءاً من رسالتها الثقافية. بهذه السلوكيات، يرى الناس الشرطة لا كقوةٍ جامدة، بل كصديقٍ ومساعدٍ وعضوٍ من المجتمع.

الاقتدار المصحوب بالأخلاق والكرامة الإنسانية

اقتدار الشرطة في إيران يستمدّ قيمته من العدالة والإنسانية. فالشرطة القوية ليست من تلجأ إلى العنف، بل من تطبّق القانون بمهارةٍ واحتراف. وشعار «الشرطة القوية أمينة الشعب» يجسّد فلسفة عملها؛ قوّة مبنية على الصدق، العدالة والإيمان.

ومن خلال التدريب المهني والأخلاقي، تسعى الشرطة إلى تقديم نموذجٍ للانضباط الممزوج بالرأفة. فالتعامل مع المتهمين، وصون الحقوق المدنية، ومواجهة الانحرافات ضمن إطار القانون، كلّها أمثلة على هذا النهج الإنساني.

لقد فرضت التحدّيات المعاصرة، مثل الفضاء الرقمي والجرائم الإلكترونية والتحوّلات الثقافية، مسؤولياتٍ جديدة على عاتق قوى الأمن الداخلي. ومع ذلك، استطاعت هذه القوة عبر المعرفة والانضباط والتقنية أن تواجه هذه التهديدات بذكاءٍ وأن تُظهر وجهاً أخلاقياً موثوقاً به لدى المواطنين.

يومٌ لشكر حُماة الأمن

يوم الثالث عشر من مهر(٥ أكتوبر) هو يوم تكريم أولئك الذين يضمنون راحة الناس بحضورهم الدائم في الميدان. إنّهم جنود الأمن المجهولون الذين يقفون في برد الشتاء وحرّ الصيف، في الحدود والطرقات والمدن، ليحموا سكينة الوطن.

إنّه يومٌ لتذكير المجتمع بأنّ الأمن ليس هبةً مجانية؛ فخلف كل لحظة طمأنينة تقف تضحيات قوىٍ تعمل بإخلاصٍ وبدون مقابل، تحرس القانون والعدالة. ونحن كإعلامٍ وطني، ننحني تقديراً أمام هذا الجهد العظيم، شاكرين جميع عناصر الشرطة وعائلاتهم الذين يشاركونهم الصبر والثبات في هذا الطريق الصعب.

وباسم وكالة برنا العربية، نتقدّم بأحرّ التهاني إلى جميع القادة والعناصر والمكلّفين بالخدمة والعائلات الكريمة لقوى الأمن الداخلي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، متمنّين لهم دوام العزّة والرفعة والتوفيق في خدمة الأمن والاستقرار والكرامة الوطنية.

*انتهى*

رأيك