عارف: التعاون بين إيران وروسيا يتمّ في إطار الأمن القومي والظروف الإقليمية

وأفادت وكالة برنا للأنباء، أنّ محمدرضا عارف، خلال لقائه جمعاً من الدبلوماسيين الإيرانيين في روسيا، أشار إلى تاريخ انخراط إيران في منظمة شنغهاي للتعاون، موضحاً أنّه «منذ أوائل العقد الثمانينی توصّلنا إلى قناعة بضرورة الانضمام إلى المنظمات الإقليمية، ومنها منظمة شنغهاي للتعاون، وأن يكون لنا دور فعّال فيها». وأكد أنّ خطوات الانضمام بدأت منذ ذلك الوقت، وقد تعاملت الدول الأعضاء مع هذا التوجّه الإيراني بإيجابية باعتبار أن حضور إيران في هذه المنظمات كان مهماً لها أيضاً.

وأضاف عارف موضحاً أهمية الحضور الفاعل في المنظمات الإقليمية: «إنّ الاستراتيجية الرامية إلى الارتقاء بمكانة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الاتحادات الإقليمية بدأت قبل عقدين من الزمن. كما أنّ عضويتنا في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي تحظى بأهمية خاصة، لأن دول هذا الاتحاد تقع ضمن الفضاء الحضاري المشترك معنا، وتربطنا بها قواسم ثقافية وتاريخية عديدة».

وتابع مؤكداً أنّ توسيع العلاقات متعددة الأطراف مع الاتحادات الإقليمية يمثل اليوم إحدى أولويات السياسة الخارجية الإيرانية، مضيفاً: «علينا في العلاقات الخارجية استخدام مختلف أنواع الدبلوماسية، وبما أنّ لدينا مشتركاً حضارياً وثقافياً مع دول أوراسيا، فإنّ الدبلوماسية الثقافية قادرة على تعزيز علاقاتنا معها».

وأشار نائب الرئيس إلى أنّ السعي نحو إقامة علاقات استراتيجية مع دول المنطقة، ومنها روسيا، كان من أولويات إيران منذ أواخر التسعينيات، قائلاً: «إنّ روسيا تمتلك قدرات وإمكانات كبيرة، والتعاون معها انطلق في إطار المصالح المشتركة، وقد أثمر اليوم عن التوصل إلى اتفاق شامل للتعاون الاستراتيجي بين البلدين».

وشدّد عارف على أنّ «التعاون بين إيران وروسيا يتمّ في إطار المصالح الوطنية والأمن القومي والظروف الإقليمية»، مؤكداً أنّ هذا التعاون قائم على المصالح المتبادلة، وأنّ «إيران تنظر دائماً إلى جيرانها من زاوية التعاون الاستراتيجي».

كما لفت إلى نتائج استطلاعات الرأي في روسيا التي تشير إلى أنّ «إيرانوفوبيا لم يكن لها تأثير يُذكر على الرأي العام الروسي». وأضاف: «يجب علينا أيضاً توضيح ذلك لشعبنا، فلدينا حدود ومصالح مشتركة مع روسيا ونسعى لتحقيق منافع متبادلة».

وفي ما يتعلق بالمواقف الروسية الداعمة لإيران على خلفية تفعيل آلية الزناد من قبل الدول الأوروبية الثلاث، قال عارف: «موقف روسيا في هذا الشأن كان مهماً بالنسبة لنا»، مؤكداً أنّ العلاقات السياسية والاستراتيجية بين البلدين اليوم في وضع جيد، وأنّ المطلوب هو تعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والتجارة والسياحة والعلاقات العلمية والثقافية.

وفي بداية اللقاء، عرض عدد من الدبلوماسيين الإيرانيين المقيمين في روسيا رؤاهم حول العلاقات بين طهران وموسكو.