الضغط على إيران في ظل فترة ألية الزناد والتهديدات الخفية

وكالة برنا للأنباء، أميد محسني- وزير الخارجية الإيراني أوضح قبل القرار الأوروبي أن تفعيل آلية "سناب باك" من قبل الدول الأوروبية الثلاث غير مشروع، وحتى لو كان مسموحاً لهم، فلن يحقق الهدف. وأكد أن إيران تريد تحويل هذه الآلية من وسيلة ضغط إلى عامل يعزل أوروبا سياسياً بدلًا من ردعها.
أكد مجلس الأمن القومي الإيراني أن التفاهمات مع رافائيل غروسي مشروطة بموافقة هذا المجلس في كل مرحلة، وأن أي خطوة عدائية ضد إيران ستؤدي لتعليقها. هذا الموقف أبرز استقلالية طهران، وجعل التعاون مع الوكالة مقيدا بمستويين: تقني بإشراف غروسي، وأمني-سياسي بإشراف المجلس، ما يعني أن "الدبلوماسية التقنية" أصبحت مشروطة وقابلة للتراجع.
صبر طهران التكتيكي في مواجهة الضغوط
ترى طهران أن عامل الوقت يخدمها في مواجهة الضغوط الغربية، فهي تراهن على الصبر الاستراتيجي وتآكل فعالية العقوبات، معتبرة أن آلية الزناد بلا دعم أمريكي مباشر ستفقد تأثيرها. وكلما طال الزمن، ازدادت كلفة الضغوط على الغرب، بينما تستفيد إيران من فرصة تعزيز استعداداتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية وانتظار تطورات دولية جديدة.
مواقف واشنطن المتباينة
موقف واشنطن تجاه إيران ما زال متباينا؛ فبينما تطالب الخارجية الأمريكية بخطوات واضحة من طهران، يرى ترامب أن حل القضايا الإيرانية عبر أوروبا والوكالة الدولية غير مرجح. هذا يعكس رغبة الولايات المتحدة في البقاء صاحب القرار الأساسي، مع استخدام أدوات الضغط الدولية عند الحاجة، والسعي لربط أي مسارات غير ناجحة بمبادرتها النهائية، رغم تجنّبها التدخل المباشر ظاهريا.
وضع إسرائيل المعقد بعد هجوم طهران والدوحة
تواجه إسرائيل وضعاً معقداً بعد هجمات طهران والدوحة، بين خيارين: الالتزام بتقييمات واشنطن التي ترى أن البرنامج النووي الإيراني متوقف مؤقتاً، ما يلغي مبرر الهجوم مجدداً، أو العمل بشكل مستقل وفق مصالحها كما أعلن نتنياهو. غير أن التجارب السابقة أظهرت أن هذا الخيار محفوف بمخاطر كبيرة بسبب قوة الردع الصاروخي الإيراني وتكاليف الحرب المنفردة. كما أن الضغوط السياسية بعد اغتيال قادة حماس في قطر وتناقضات الموقف الأميركي تزيد من كلفة أي مواجهة جديدة مع إيران.
طهران والانطلاق على خطى الاحتمالات
تواجه طهران ثلاثة مصادر ضغط: أوروبا بآلية الزناد، أمريكا بعقوباتها وضغوطها السياسية، وإسرائيل بتهديدها العسكري. ورغم ذلك، تراهن إيران على عامل الوقت لتحويل التهديدات إلى فرص. نجاح هذه الاستراتيجية يتوقف على مرافقتها بمبادرات دبلوماسية وضمانات أمنية؛ وإلا فإن الصبر سيصبح عبئاً بدلاً من ميزة. الاحتمال الأقرب هو مقترحات متعددة العناصر بدلاً من اتفاق شامل، مع وضوح تراجع الثقة في المفاوضات الدولية لإحياء الاتفاق النووي السابق.
العلاقة بين إيران وأوروبا والولايات المتحدة أصبحت معقدة، إذ إن كل قرار قد يفتح مسارات متعددة، وكل تهديد يولد ردود فعل متشابكة، ما يجعل النتيجة النهائية غير مضمونة والمسار العام غير قابل للتنبؤ.
*انتهى*