الكشف عن ثلاث تمائم رسمية لكأس العالم 2026؛ سفراء كرة القدم والثقافة في استضافة ثلاثية
وكالة برنا للأنباء، لم يكن كأس العالم لكرة القدم يوماً مجرّد منافسة رياضية، بل هو مهرجان ثقافي واجتماعي يربط مليارات البشر ببعضهم. إنّ تقديم التمائم الرسمية جزء من هذه الرواية العالمية؛ فهي تمنح وجهاً ملموساً للقيم والرسائل التي تحملها البطولة. وفي نسخة 2026، ومع الاستضافة المشتركة لثلاث دول في أميركا الشمالية، قرّر الفيفا أن يكشف عن ثلاث شخصيات مختلفة بشكل مشترك. هذه الخطوة غير المسبوقة تظهر أنّ الوحدة والتنوّع هما الركيزتان الأساسيتان لهوية هذه الدورة. التمائم بمثابة سفراء ثقافيين ينقلون، إلى جانب الحماسة الرياضية، قصة الشعوب المضيفة أيضاً.
كلاتش (Clutch)؛ النسر الأصلع، رمز القيادة الأميركية
كلاتش هو نسر أصلع، الطائر الوطني للولايات المتحدة الذي يُعدّ في ثقافتها رمزاً للقوة والقيادة والشجاعة. وقد شدّد المصممون على أنّ كلاتش يمثّل الروح القتالية وصفة القيادة في ميدان كرة القدم. إنّ هذا النسر، بأجنحته الممدودة، رمز أيضاً لقدرة أميركا على تنظيم أحداث رياضية عالمية ضخمة.
وبعيداً عن السمات الرياضية، فإنّ اختيار النسر الأصلع يحمل رسالة عن الكبرياء الوطني والصمود في مواجهة التحديات. وفي سردية الفيفا، ليس كلاتش مجرّد حيوان رمزي، بل وجه ملهم لجيل يرى كرة القدم حلماً للتقدّم والريادة. ومن المقرر أن يكون له حضور قوي في البرامج التعليمية وكذلك في الألعاب الرقمية للفيفا لجذب الشباب.

زايو (Zayu)؛ الفهد المكسيكي، تجسيد السرعة والحماسة
زايو هو فهد رشيق ومليء بالحيوية، يمثّل المكسيك. وكأسرع حيوان بري، يُعدّ الفهد رمزاً للسرعة، وخفة الحركة والتنسيق الجماعي. وفي الثقافة المكسيكية، لهذا الحيوان مكانة أسطورية بوصفه رمزاً للشجاعة والطاقة.
زايو أبعد من شخصية رياضية؛ فهو تذكير بكرة القدم المليئة بالحيوية والإثارة في المكسيك. وقد صُمّم بخطوط ديناميكية وألوان زاهية تعكس طاقة وحيوية الشعب المكسيكي. وأكّد الفيفا أنّ زايو سيصبح رمزاً لكرة القدم الهجومية والشبابية. إنّه بفضل سرعته ومرونته، يجسّد الحماسة التي يجب أن تنقلها كرة القدم إلى الملاعب وقلوب المشجعين.

ميبل (Maple)؛ الأيل الكندي، رمز التنوع والتعايش
ميبل، الأيل ذو القرون المتشعبة، يمثّل كندا. هذا الحيوان، بانتشاره الواسع في الطبيعة الكندية، يرتبط ارتباطاً عميقاً بالهوية الوطنية لهذا البلد. واختيار ميپل لا يشير فقط إلى الطبيعة، بل يؤكّد أيضاً على مفهوم التنوع الثقافي والسلام الاجتماعي في كندا.
قرونه المتشعبة استعارة عن انفتاح كندا واحتضانها لمختلف الثقافات العالمية. وارتباط ميپل بورقة القيقب، رمز العلم الكندي، يوضح أن هذا البلد يريد أن يلعب دور سفير للتعددية الثقافية والتضامن في كأس العالم 2026. وقد ذكر الفيفا أنّ ميپل سيؤدي دوراً ملهماً خصوصاً في البرامج التعليمية والاجتماعية الموجّهة للأطفال.

التمائم؛ سرد لفلسفة مشتركة
أكّد الفيفا في بيانه أنّ هذه الشخصيات الثلاث ليست مجرد تصاميم غرافيكية، بل هي حاملة لرسائل أساسية لهذه النسخة من كأس العالم: تضامن الشعوب، احترام التنوع الثقافي وتعزيز الحماسة الكروية العالمية . للمرة الأولى، ستُستعمل ثلاث تمائم بشكل متكامل في ألعاب الفيديو، الحملات الإعلانية والبرامج الاجتماعية. ويظهر من ذلك أنّ الفيفا يريد تحويل التمائم إلى جسر بين الثقافة التقليدية للدول والعالم الرقمي الحديث. وسيتمكّن الأطفال والشباب من التواصل مع هذه الشخصيات ليس فقط في الملاعب، بل أيضاً في الفضاء الافتراضي وأنشطة الترفيه اليومية.
الأهمية التاريخية لتمائم كأس العالم
منذ كأس العالم 1966 في إنجلترا، الذي بدأ بـ «ويلي الأسد»، وحتى اليوم، لم تكن التمائم مجرد تسلية، بل أصبحت علامات خالدة للأمم في تاريخ كرة القدم. كل تميمة تروي قصة عن ثقافة البلد المضيف وتبقى في الذاكرة لعقود طويلة. في نسخة 2026، ولأول مرة، تم الكشف عن ثلاث تمائم في الوقت ذاته؛ خطوة تتماشى مع الاستضافة الثلاثية. هذه المبادرة تحمل رسالة واضحة: كرة القدم اليوم لغة عالمية مشتركة قادرة على جمع الشعوب رغم اختلافاتها. إنّ تقديم كلاتش وزايو وميپل ليس مجرد حدث فني، بل وثيقة ثقافية على التلاقي العالمي.
كأس العالم بوجه جديد
مع دخول كلاتش، زايو وميپل، حصلت كأس العالم 2026 على وجه جديد ومختلف. هذه التمائم، كل واحدة تعكس جزءاً من هوية البلد المضيف، لكنها مجتمعة تقدّم صورة موحدة عن الوحدة والتضامن العالمي.هذه البطولة لن تكون مميزة فقط بزيادة عدد الفرق والاستضافة في ثلاث دول، بل أيضاً بفضل هذه الرموز الملهمة، لتجربة لا مثيل لها. إنّ الفيفا يريد أن يقول إنّ كرة القدم ليست مجرد رياضة، بل عيد مشترك للثقافات وفرصة للتعايش بين الشعوب.
كأس العالم 2026 بهذه الشخصيات الثلاث سيقدّم للعالم ليس فقط حماسة كروية، بل أيضاً رواية إنسانية وثقافية عن الوحدة وسط التنوع؛ وهي رسالة يحتاجها عالمنا اليوم أكثر من أي وقت مضى.

*انتهى*