التعاون بين شركات الطائرات المسيرة لإحداث نقلة نوعية في منظومة صناعة الفضاء الجوي الإيرانية

وأفادت وكالة برنا للأنباء، أن مدير قسم الطائرات المسيرة في أولمبياد التكنولوجيا 2025 "زهرا وجداني"، أكدت أن استخدام الطائرات المسيرة توسع في مجالات متعددة كالخدمات الحضرية والزراعة والبحث العلمي، مما يستدعي تطوير البنية التحتية والكوادر المتخصصة، لكنها أشارت إلى وجود فجوة بين التعليم الجامعي واحتياجات الصناعة تسببت في نقص الكفاءات العملية لدى الشركات العاملة في هذا المجال.
قررت شركات الطائرات المسيّرة والفضاء الجوي التعاون في أولمبياد التكنولوجيا 2025 لتوفير تدريب عملي يربط الطلاب بالصناعة ويساهم في تقليص الفجوة بين التعليم والعمل، مع الاهتمام أيضاً بوضع التشريعات والمعايير لتنظيم أنشطة الطائرات المسيرة.
يتناول هذا التقرير تفاصيل هذا التعاون ورأي مدير قسم الطائرات المسيّرة القابلة للتحكم "محمد رضويفرد".

خلق تعاون من أجل تقليص الفجوة بين الجامعة والصناعة
أعلن مدير قسم الطائرات المسيرة في أولمبياد التكنولوجيا 2025 عن تأسيس تعاون استراتيجي بين عدد من الشركات العاملة في مجال الطائرات المسيرة وصناعات الفضاء الجوي، موضحاً أن الهدف الرئيسي من هذا التعاون هو معالجة التحديات التي تواجه النظام البيئي للفضاء والطائرات المسيرة في إيران.
أكد محمد رضوي فرد أن التعاون، الذي بدأ منذ عامين، يهدف إلى حل مشكلات النظام البيئي للفضاء في إيران وسد الفجوة المعرفية بين الصناعة والجامعة، مع تعزيز المشاركة متعددة التخصصات في صناعة الفضاء.
وأشار أيضاً إلى أنه على عكس الاعتقاد الشائع، لا يقتصر العاملون في مجال الطائرات المسيرة على خريجي هندسة الطيران والفضاء، موضحاً أن حوالي 20 إلى 30٪ فقط من الكوادر في هذا المجال من خريجي الطيران والفضاء، بينما يأتي الجزء الأكبر من المتخصصين من مجالات الميكانيكا والكهرباء والحاسوب والصناعات.

التحدي الرئيسي للشركات: وجود كوادر بشرية ذات مهارات عملية
وأضاف رضوي فرد أن الشركات الخاصة العاملة في مجال الطائرات المسيّرة تواجه نقصاً في الكوادر الماهرة، حيث أن خريجي الجامعات تلقوا تدريبات نظرية في الغالب ولا يمتلكون خبرة كافية في التعامل مع المعدات. وبناءً على ذلك، تم تعزيز جانب التدريب العملي على الأجهزة بشكل خاص في الدورات والفعاليات المنعقدة.
توفير المعدات المكلفة للفرق المشاركة في الشركات
وأشار إلى تكلفة الطائرات المتخصصة العالية، موضحًا أن كل طائرة مسيّرة معروضة في الجناح اليوم قيمتها تتجاوز 100 مليون تومان. وأضاف أن الفريق بالتعاون مع رعاة الحدث اشترى عدداً كبيراً من هذه الطائرات ووفرها للفرق لتتمكن من التدريب واكتساب الخبرة العملية. كما أشار إلى أن العديد من الجامعات لا تمتلك معدات كافية لتعليم علوم الفضاء، وأن هذه المبادرة تساعد في سد هذه الفجوة.
ضرورة إنشاء نظام رقابي وقانوني متكامل
يؤكد رضوي فرد أنه من أجل بناء نظام بيئي متكامل للطائرات المسيرة، يجب أن تتشكل بشكل معياري إلى جانب الأجهزة والأفكار:
أنظمة رقابية، قوانين عليا، وشبكات تحكم حتى يتمكن هذا المجال من النمو بشكل منظم.
الأقسام التنافسية في أولمبياد التكنولوجيا 2025 في مجال الطائرات المسيرة
1- مسابقة الطيران الجماعي الذكي
تُعد هذه المسابقة أهم وأبرز أقسام الحدث، حيث يُطلب من الفرق:
تصميم نموذج أعمال قائم على الطائرات المسيّرة،
عرض فكرتهم،
تنفيذ خوارزميات القيادة الجوية في مرحلة المحاكاة،
وأخيرًا الانتقال إلى المرحلة العملية والطيران الفعلي.
وأشار رضويفرد إلى أن الفرق أكملت تدريباتها خلال الشهر الماضي في المراكز التعليمية بمساعدة الموجهين والطيارين المتخصصين.
2. محاكاة الطيران الجماعي
هذا القسم مخصص للفرق القوية في البرمجة وخوارزميات الطيران، حيث يشارك المشاركون في حل تحديات الطيران الجماعي على منصة المحاكاة دون الحاجة لاستخدام الأجهزة الفعلية.
3. الطيران الاستعراضي والمسابقات الحرة
يشارك بعض الفرق في الطيران الاستعراضي ومعارك الطائرات المسيّرة، كما يمكن للمهتمين الحاضرين في الحدث التسجيل للمشاركة في هذه المسابقات.
1200 مشارك في مجال الفضاء الجوي.
وفقًا لرضويفرد:
سجل 1200 شخص في البداية،
تأهل 700 شخص إلى المرحلة التمهيدية لتصميم نموذج الأعمال،
وفي النهاية وصل 100 شخص ضمن الفرق المختارة إلى المرحلة النهائية والمشاركة في الحدث الذي استمر أربعة أيام.
ووصف هذه المشاركة بأنها غير مسبوقة في مجال الفضاء الجوي المتخصص.

صناعة الطائرات المسيرة أصبحت عنصراً استراتيجياً في الاقتصاد المعرفي والأمن والنقل وإدارة الأزمات، وتتطلب تنسيقاً بين التعليم والصناعة والتشريع. أولمبياد التكنولوجيا 2025 ركز على تدريب الكوادر وتوفير الخبرة العملية وربط الجامعة بالصناعة. رغم التحديات المستمرة، يظهر الحدث إمكانات كبيرة، والتحدي الرئيس هو تحويل المبادرات المؤقتة إلى سياسات وبرامج مستدامة.
السؤال المحوري الآن: هل ستتحول هذه التعاونات إلى تيار مستدام واتخاذ قرارات استراتيجية كبرى، أم ستظل تجربة محدودة ومؤقتة كما حدث مع العديد من المشاريع السابقة؟
*انتهى*